شرح الكتاب الأقدس


أمر حضرة الأعلى بلفّ الميّت في خمسة أثواب من الحرير أو القطن، وثبّت حضرة بهاء الله هذا وأضاف: "من لم يستطع يكتفي بواحدة منهم".
وسُئل حضرته عمّا إذا كان المقصود خمسة أثواب على غرار ما كان معمولاً به من قبل، أو خمسة لفائف كلّ منها في جوف ۲٥٠ الأخرى فتفضّل بأنّ المقصود خمسة أثواب. (سؤال وجواب ٥٦)
أمّا فيما يخصّ كيفيّة لفّ الجسد، فلا يوجد في النّصوص المباركة تفصيل يُحدّد كيفيّة لفّ الجسد، سواء في حالة استعمال خمسة أثواب أو في حالة استعمال ثوب واحد. ولأحبّاء الله في الوقت الرّاهن الحرّيّة في اختيار ما يرونه مناسباً في هذا الشّأن.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳٠

المقصود هو تحديد الزّمن الّذي يمكن خلاله نقل الميّت من مكان الوفاة إلى مكان الدّفن بساعة واحدة، بغضّ النّظر عن الوسيلة المستعملة في نقل الجثّة. وقد أضاف حضرة بهاء الله أنّه "كلّما عُجّل بدفن الميّت كان أحبّ وأولى". (سؤال وجواب ۱٦)
وينبغي أن تُفهم عبارة "مكان الوفاة" على أنّها تشمل المدينة أو القرية الّتي وقعت فيها الوفاة، فيبدأ حساب مسافة السّاعة المسموح بها من حدود المدينة أو القرية إلى مكان الدّفن. والمقصد الحقيقيّ لهذا الحكم هو أن يُدفن الميّت على مقربة من مكان وفاته.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳٠

فرض حضرة الباب قيوداً على الأسفار إلى حين ظهور الموعود الّذي جاء ذكره في كتاب البيان، وأمر أتباعه عندئذٍ أن يتوجّهوا للقائه ولو سيراً على الأقدام لأنّ إدراكه ثمرّة وجودهم ذاته وغايته. ۲٥۱
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳۱

حدّد حضرة بهاء الله "البيتين" بأنّهما البيت المبارك في بغداد – وأسماه البيت الأعظم – وبيت حضرة الباب في شيراز، وأمر النّاس بالحجّ إليهما. (سؤال وجواب ۲٩ و۳۲ والشّرح فقرة ٥٤).
وأبان حضرة وليّ أمر الله أنّ المقصود من "المقامات الّتي فيها استقرّ عرش ربّكم" هي الأماكن الّتي سكن فيها المظهر الإلهيّ. وتفضّل حضرة بهاء الله بقوله: "فلأهل البلاد الموجودة فيها الخيار في صون كلّ بيت استقرّ فيه العرش أو صون واحد منها ينتخبونه". (سؤال وجواب ۳۲). وقد اهتمّت الهيئات البهائيّة بهذا الأمر فعيّنت عدداً من الأماكن التّاريخيّة المقدّسة الّتي اقترنت بالمظهرين الإلهيّين، وجمعت الوثائق الخاصّة بها، وحيث أمكن تملّكتها وحافظت عليها.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳۳

"الكتاب" هو كلّ ما جاء به المبعوث الإلهيّ. و"الكتاب الّذي ينطق بالحقّ" هو المظهر الإلهيّ نفسه. وتشير هذه الآية إلى ما ذكره حضرة الباب في كتاب البيان الفارسيّ عن "الكتاب الّذي ينطق بالحقّ" وحدّده بمن يظهره الله. كما ذكر حضرة بهاء الله في أحد ألواحه: "قد ظهر كتاب الله على هيكل الغلام". ۲٥۲
وصف حضرة بهاء الله نفسه في هذه الآية من الكتاب الأقدس، وكذلك في مجموعة الآيات ۱٦۸ منه، بأنّه "الكتاب الّذي ينطق بالحقّ". وحذّر أهل الأديان من أن تستدلّ كلّ ملّة بكتابها في ردّ "هذا الكتاب الّذي ينطق في قطب الإبداع"، حتّى لا يصبح ما استخرجوه من الآيات المنزّلة في الكتب السّماويّة سبباً في حرمانهم من عرفان مظهر الظّهور، والتّمسك بأمره البديع.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳٤

"الذّكر" الّذي أشار إليه حضرة بهاء الله في هذه الآية المباركة هو الثّناء الوارد في كتاب "البيان العربيّ".
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳٥

هذه الآية من كتاب البيان الّتي استشهد بها حضرة بهاء الله، تذكّر أهل البيان بقرب مجيء "من يظهره الله". فموجبها أجّل حضرة الباب صراحة تطبيق أمره الّذي يمنع البابيّ من الزّواج من غير أهل البيان، وتحريم مال الزّوج الّذي آمن على زوجه الّذي لم يؤمن، إلى حين ظهور من يظهره الله، وقد أبطل حضرة بهاء الله الحكمين قبل البدء في تطبيقهما. وقصد حضرته من الاستشهاد ۲٥۳ بهذا الحكم الاستدلال على أنّ حضرة الباب قد تنبّأ في ثنايا هذه الآيات بإمكان ارتفاع أمر حضرة بهاء الله قبل انتشار شريعته هو.
وأبرز حضرة وليّ أمر الله في كتاب "God Passes By" أو "القرن البديع" مغزى أحكام كتاب البيان بقوله:
"يجب أن يُعتبر تمجيداً للموعود وثناء عليه قبل أن يكون أحكاماً وتكاليف أُرِيدَ بها أن تكون قواعد دائمة تستهدي بها الأجيال القادمة....
كان هذا الكتاب شديداً صارماً – عن عمد – فيما فرض من الأحكام، داعياً إلى التّقدّم والتّطوّر فيما أدخله من مبادئ كان الهدف منها أن توقظ رجال الدّين والنّاس من سباتهم الرّوحيّ المديد، وتكيل للمنظّمات البالية الفاسدة ضربة مباغتة قاضية، فقد أعلن في ثنايا موادّه الشّديدة حلول اليوم المنتظر: "يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر" ويوم "ويصنع ما صنع رسول الله، ويهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله أمر الجاهليّة." [مترجم] (انظر أيضاً الشّرح فقرة ۱٠٩)
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱۳٩

أحد ألقاب حضرة الباب.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٤٠

شرحت بيانات كثيرة في الآثار المباركة حقيقة المظاهر الإلهيّة ۲٥٤ وعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى. وقد تفضّل حضرة بهاء الله في أحد هذه البيانات موضّحاً فردانيّة الحقّ جلّ ذكره، ووحدانيّته، وغيبيّته، ومَنْعَته، فقال:
"ولمّا لم يكن بين الخلق والحقّ، والحادث والقديم، والواجب والممكن أيّ رابطة أو مناسبة أو موافقة أو مشابهة، لهذا يظهر الله تعالى في كلّ عهد وعصر كينونة مجرّدة لطيفة طاهرة في عالم الملك والملكوت، ويخلق هذه الكينونة الرّبانيّة، والحقيقة الصّمدانيّة، من عنصرين: عنصر ترابيّ ظاهريّ وعنصر إلهيّ غيبيّ، ويخلق لها مقامين: أحدهما مقام الحقيقة وهو مقام لا ينطق إلاّ عن الله ربّه...، والآخر مقام البشريّة مصداقاً لقوله الكريم: "ما أنا إلاّ بشر مثلكم" و"قل سبحان ربّي هل كنت إلاّ بشراً رسولاً..." [مترجم]
وأكّد حضرة بهاء الله "بتوحيد مواقع التّجريد" في العالم الرّوحانيّ، فكلّهم يحكون عن جمال الله، ويظهرون أسماءه وصفاته، ويتغنّون بنغمات أزليّته، وتفضّل في ذلك بقوله: "... وإذا سُمع من المظاهر الجامعة ’إنّي أنا الله‘، فإنّ ذلك حقّ ولا ريب فيه، إذ ثبت مراراً أنّ بظهورهم، وبصفاتهم، وبأسمائهم، يظهر في الأرض ظهور الله، واسم الله، وصفة الله..." [مترجم] ۲٥٥
ومع أنّ مظاهر الله هم مرايا أسماء الله وصفاته، وبواسطتهم يصل الإنسان إلى معرفة الله وشريعته، فقد نبّه حضرة وليّ أمر الله بأنّه لا يجوز أبداً مساواتهم بالذّات الإلهيّة والغيب المنيع. أمّا بخصوص مقام حضرة بهاء الله نفسه، فقد كتب حضرة وليّ أمر الله أنّ ذلك: "الهيكل البشريّ الّذي بواسطته تجلّى ظهورٌ على هذا القدر من العظمة والهيمنة، لا يجوز أبداً مساواته بالحقيقة الإلهيّة." [مترجم]
أبان حضرة وليّ أمر الله مقام حضرة بهاء الله الفريد، وعظمة ظهوره، الّذي به تحقّقت نبؤات الكتب المقدّسة في "يوم الله":
"وفقاً لنبوءات بني إسرائيل لم يكن أكثر ولا أقلّ من تجسيد "الأب الأبدي"، "ربّ الجنود"، "الّذي أتى من ربوات القدس"، وللعالم المسيحي عودة المسيح "في مجد أبيه"، وللشيعة من أمّة الإسلام رجعة الإمام الحسين، ولأهل السّنّة نزول "الرّوح"، وللزردشتيّين شاه بهرام الموعود، وللهندوس تجسيد كرشنا، وللبوذيّين بوذا الخامس." [مترجم]
ويصف حضرة بهاء الله مقام الألوهيّة الّذي يشارك فيه كلّ مظاهر الله بقوله: "إنّ هذا المقام هو مقام فناء النّفس والبقاء في الله، وإذا ذكرت هذه الكلمة فإنّما تدلّ على الفناء البحت الباتّ، مقام لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ولا حياة ولا نشوراً." [مترجم] ۲٥٦ ويصف مقامه الخاصّ وعلاقته بالله فيقول: "يا إلهي إذا أنظر إلى نسبتي إليك أحبّ بأن أقول في كلّ شيء بأنّي أنا الله وإذا أنظر إلى نفسي أشاهدها أحقر من الطّين." [مترجم]
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٤۳

%
تقدم القراءة