شرح الكتاب الأقدس


أعفى الله من إقامة الصّلاة عند وجود أخطار تمنع أداءها في حينها، ويسري هذا الإعفاء في السّفر والحضر على السّواء، ولكن ينبغي قضاء الصّلاة الّتي فاتت بسبب عدم توفّر الأمن. وأوضح حضرة بهاء الله أنّ الصّلاة لا تسقط أثناء السّفر إذا توفّر المكان الآمن (سؤال وجواب ٥۸). وتزيد الفقرات ۲۱، ٥۸، ٥٩، ٦٠، ٦۱ من رسالة "سؤال وجواب" هذا المطلب وضوحاً.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٤

المقصود من "هيكل التّوحيد" هو جلوس المصلّي متربّعاً، أي مع ثني القدميْن تحت الفخذيْن بخلاف.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٤

من الأحاديث القدسيّة المشهورة في الإسلام قوله عزّ وجلّ: "كنتُ كنزاً مخفيّاً فأحببتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلقَ لكي أُعرف". وقد أشارت الألواح المباركة إلى هذا الحديث في أكثر من موضع، فقد جاء، مثلاً، في مناجاة لحضرة بهاء الله:
"سبحانك اللّهم يا إلهي أشهد أنّك أنت كنت كنزاً مكنوناً في غيب ذاتيّتك ورمزاً مخزوناً في كينونتك. فلمّا أردتَ أن تُعرف فخلقتَ العالم الأكبر والأصغر واخترتَ منهما الإنسان، وجعلتَه حاكياً ۱۸۲ عنهما يا ربّنا الرّحمن، وأقمته مقام نفسك بين ملأ الأكوان، وجعلتَه مطلع أسرارك ومشرق وحيك وإلهامك، ومظهر أسمائك وصفاتك الّذي به زيّنت ديباج كتاب الإبداع يا مالك الاختراع."
("مناجاة" مجموعة أذكار وأدعية من آثار حضرة بهاء الله).
وأشار حضرة بهاء الله إلى ذات الحديث في الكلمات المكنونة: "يا ابن الإنسان، أحببتُ خلقك فخلقتك، فأحببني كي أذكرك وفي روح الحياة أثبّتك."
وفي تفسير لهذا الحديث تفضّل حضرة عبد البهاء شارحاً:
"أيّها السّالك سبيل المحبوب، اعلم أنّ المقصود في هذا الحديث القدسيّ هو ذكر مراتب ما ظهر وما بطن من أعراش الحقيقة، مظاهر أمره، ومشارق عزّ هويّته، فمثلاً قبل أن تشتعل نار الأحديّة وتظهر للعيان، فهي قائمة بنفسها لنفسها في غيب المظاهر الكلّيّة، وهذا هو مقام "الكنز المخفيّ"، أمّا عندما تشتعل الشّجرة المباركة بنفسها لنفسها، وتوقد النّار الرّبّانيّة بذاتها لذاتها فهذا هو مقام "فأحببتُ أن أعرف". وعندما تشرق من أفق الإبداع بجميع الأسماء والصّفات الإلهيّة اللاّمتناهية على الإمكان واللاّمكان فإنّ ذلك يبشّر بظهور خلق بديع وصنع جديد، وهو مقام "فخلقتُ الخلق"، وعندما تخرق النّفوس المقدّسة حجبات كلّ العوالم وسبحات كلّ المراتب وتفوز ۱۸۳ بمقام المشاهدة واللّقاء فسوف تظهر علّة خلق الممكنات ألا وهي عرفان الحقّ والإيمان به." [مترجم]
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٥

يشير "القلم الأعلى" إلى حضرة بهاء الله ويبيّن مقامه كصاحب رسالة.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

الصّوم والصّلاة ركنان من أركان الشّريعة. وأكّد حضرة بهاء الله في أحد ألواحه بأنّ حكم الصّوم والصّلاة قد أنزل ليتقرّب بهما المؤمنون إلى الله.
وبيّن حضرة وليّ أمر الله أنّ أيّام الصّوم هي:
"... في الأساس أيّام للتّعبّد والتّأمّل، وفترة لتجديد القوى الرّوحانيّة، وعلى المؤمن أن يسعى أثناءها لتقويم وجدانه، وإنعاش القوى الرّوحيّة الكامنة في ذاته. ولذلك فأهمّيّة هذه الفترة وغايتها أساساً روحانيّة، فالصّوم ذكرى للصّائم ويرمز للكفّ عن الأنانيّة، والشّهوات الجسديّة." [مترجم]
والصّوم مفروض على كلّ مؤمن ومؤمنة من سنّ الخامسة عشرة إلى بلوغ سنّ السّبعين. ويوجد موجز لأحكام الصّوم والإعفاء منه (انظر خلاصة الأحكام والأوامر، رابعاً: ب: بند ۱-٦). وللإعفاء من الصّوم (انظر الشّرح فقرة ۱۸٤ ۱٤ و۲٠ و۳٠ و۳۱). ويطابق وقت الصّوم شهر العلاء من التّقويم البديع، ويقع عادة في الفترة ما بين ۲-۲٠ من شهر آذار (مارس)، ويبدأ شهر العلاء عقب أيّام الهاء مباشرة (انظر الشّرح فقرة ۲٧ و۱٤٧) وينتهي الصّوم بعيد النّيروز (انظر الشّرح فقرة ۲٦).
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

وضع حضرة الباب تقويماً جديداً يُعرف الآن بالتّقويم البديع أو التّقويم البهائيّ (انظر الشّرح فقرة ۲٧ و۱٤٧). وطبقاً لهذا التّقويم الشّمسيّ، اليوم هو المدّة من غروب الشّمس إلى غروبها التّالي. وقد اختصّ حضرة الباب في كتاب البيان شهر العلاء بالصّوم، وجعل النّيروز خاتمته، وأسماه يوم الله. وثبّت حضرة بهاء الله هذا التّقويم الّذي جعل يوم النّيروز عيداً.
فالنّيروز هو اليوم الأوّل من السّنة البهائيّة. ويطابق الاعتدال الرّبيعيّ في نصف الكرة الشّماليّ، ويوافق عادة اليوم الحادي والعشرين من شهر آذار (مارس). وبيّن حضرة بهاء الله أنّ في أيّ يوم تنتقل فيه الشّمس إلى برج الحمل (يعني الاعتدال الرّبيعيّ) يحلّ هذا العيد ويبدأ الاحتفال به حتّى ولو كان انتقالها قبل غروب الشّمس بدقيقة واحدة (سؤال وجواب ۳٥). وعلى ذلك يمكن أن يحلّ النّيروز في اليوم العشرين أو الحادي والعشرين أو الثّاني والعشرين من شهر آذار (مارس) تبعاً لوقت دخول الاعتدال الرّبيعيّ.
وترك حضرة بهاء الله كثيراً من التّفاصيل لتشريع بيت العدل ۱۸٥ الأعظم ومن بينها عدّة مسائل تتعلّق بالتّقويم البهائيّ. وقد ذكر حضرة وليّ أمر الله أنّ تحديد موعد حلول عيد النّيروز على نطاق عالميّ يقتضي اختيار نقطة معيّنة على سطح الأرض لاتّخاذها مقياساً لتحديد وقت دخول الاعتدال الرّبيعيّ. كما أشار إلى أنّ اختيار تلك النّقطة متروك لبيت العدل الأعظم.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

يتّبع التّقويم البهائيّ السّنة الشّمسيّة الّتي تتألّف من ۳٦٥ يوماً وخمس ساعات وخمسين دقيقة. وتتألّف السّنة البهائيّة من تسعة عشر شهراً، كلّ شهر منها تسعة عشر يوماً (فيكون المجموع ۳٦۱ يوماً) يُضاف إلى ذلك الأيّام الزّائدة وهي أربعة أيّام، أو خمسة أيّام في السّنوات الكبيسة. ولم يحدّد حضرة الباب موضع الأيّام الزّائدة في التّقويم الجديد. ولكن أتى الكتاب الأقدس بجواب هذه المسألة فوضع الأيّام الزّائدة قبل أوّل شهر العلاء مباشرة، أي قبل دخول الصّوم. ولمزيد من التّفصيل انظر الجزء الخاص بالتّقويم البديع، المجلّد الثّامن عشر من "العالم البهائيّ" The Bahá'í World.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

أيّام السّنة البهائيّة الزّائدة على الشّهور قد امتازت بانتسابها إلى الهاء وهو حرف يساوي في الحساب الأبجديّ العدد خمسة، وهو أكبر عدد يمكن أن تصل إليه عدّة أيّام الهاء. وكذلك يشير حرف الهاء في الآثار المباركة إلى مدلولات ومعان روحانيّة أخرى ومن ۱۸٦ جملة ما يرمز إليه الهويّة الإلهيّة.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

أوصى حضرة بهاء الله بإقامة الولائم، والضّيافة، والإنفاق على الفقراء والمساكين، احتفالاً بأيّام الهاء. وتشرح رسالة كُتبت بناء على تعليمات من حضرة وليّ أمر الله أنّ الأيّام الزّائدة هذه مخصّصة للضّيافة وتقديم الهدايا.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

عيّن حضرة بهاء الله الحدّ الأدنى للسّفر الّذي يُعتبر عذراً يعفي من الصّوم (سؤال وجواب ۲۲ و٧٥). ويوجد مزيد من البيان لهذا الحكم في خلاصة الأحكام والأوامر، رابعاً: ب: بند ٥: أ.
وقد بيّن حضرة وليّ أمر الله أنّه على الرّغم من أنّ المسافرين معفَون من الصّوم، فإنّ لهم الحرّيّة في أن يصوموا إن شاءوا ذلك. كما أضاف بأنّ الإعفاء يشمل مدّة السّفر بأكملها، ولا يقتصر على السّاعات الّتي يقضيها المسافر مستقلاً القطار أو السّيّارة أو غيرهما من وسائل السّفر.
- المصدر: نص الكتاب الأقدس - فقرة ۱٦

%
تقدم القراءة